علاقة فرض الضرائب الانتقائية الى تعزيز وصمة العار المتعلقة بالوزن والسمنة!
تقوم العديد من المنظمات الصحية العالمية والوطنية بدعم سياسة ضرائب المشروبات المحلاة بالسكر، مثل منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الكندية للأمراض السكري والقلب والسكتة الدماغية. وتعتبر هذه السياسة الضريبية من سياسات الصحة العامة الدارجة بسبب الارتباط بين استهلاك المشروبات السكرية ومرض السكري من النوع الثاني وزيادة الوزن.
في سبتمبر من عام 2022 طبقت نيوفندلاند في كندا ضريبة قدرها 20 سنتًا لكل لتر على المشروبات المحلاة. تعتبر محافظة نيوفندلاند كأول محافظة كندية تطبق ضريبة المشروبات المحلاة بالسكر، تبلغ الضريبة 20 سنتًا لكل لتر من المشروبات المحلاة بالسكر. كما فرضت أيضا العديد من الدول والولايات الأخرى ضرائب على المشروبات المحلاة بالسكر بما في ذلك المكسيك، فيلادلفيا، بنسلفانيا، والمملكة المتحدة.
تقوم العديد من المنظمات الصحية العالمية والوطنية بدعم سياسة ضرائب المشروبات المحلاة بالسكر، مثل منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الكندية للأمراض السكري والقلب والسكتة الدماغية. وتعتبر هذه السياسة الضريبية من سياسات الصحة العامة الدارجة بسبب الارتباط بين استهلاك المشروبات السكرية ومرض السكري من النوع الثاني وزيادة الوزن.
إن ضرائب المشروبات المحلاة بالسكر هي ضرائب انتقائية و غير مباشرة، والمقصود بالضرائب الانتقائية أن يتم فرضها على كمية المنتج وليس على قيمته، حيث يتم فرض هذه الضريبة على بعض أنواع السلع والتي قد تكون ضارّةً في طبيعتها كما في ضريبة المشروبات المحلاة بالسكر.
هذا النوع من الضرائب من الممكن أن يكون له آثار محتملة حقيقية ضارة على الإنصاف بين سكان ذوي الدخل المنخفض، مما يعني أنهم سيدفعون نسبة أعلى من دخلهم من خلال هذه الضريبة. كما أن الانتقادات السابقة لفرض ضرائب المشروبات المحلاة بالسكر تشمل الضرر المتحمل المترتب على الأعمال التجارية الصغيرة والسكان المحليين.
السمنة ووصمة العار
ما يغيب بشكل ملحوظ عن مجموعة الأضرار المحتملة لهذه الضريبة هو أن تؤدي ضرائب المشروبات المحلاة بالسكر إلى خلق وصمة عار مرتبطة بالسمنة أو تفاقمها. ومع ذلك هناك اهتمام عالمي بالسياسات الصحية والعديد من المطالبات للعمل على إنهاء سياسات وصمة العار.
تحدث وصمة العار بشكل جزئي عندما ترتبط التسمية - مثل "السمنة" - بالقوالب النمطية السلبية، مما يؤدي إلى التمييز وفقدان المكانة. تتضمن وصمة الوزن صورًا نمطية عن الكسل والغباء. يمكن أن يؤدي إلى التمييز في الرعاية الصحية وأماكن العمل.
لوصمة العار آثار سلبية على الصحة العقلية والجسدية ، بما في ذلك الابتعاد عن الحصول على الرعاية الصحية، واضطرابات الأكل، والإقصاء الذاتي من ممارسة التمارين والرياضة. على عكس ما يعتقده الكثير من الناس، فإن وصمة العار ليست استراتيجية فعالة لفقدان الوزن.
حتى قبل إعلان محافظة نيوفندلاند عن رغبتها بفرض ضرائب على المشروبات المحلاة بالسكر، أدى الاهتمام الكبير بكندا والعالم إلى استكشاف موقف ردة فعل وقبول الضريبة في محافظة مانيتوبا. تم إجراء دراسة مبنية على المقابلات مع عدد من سكان العاصمة الإقليمية في كندا من مختلف الطبقات الاجتماعية، والحاصلين على التعليم الجيد والمقتدرين في الإنفاق على احتياجاتهم الأساسية الغذائية.
الانطباعات عن وصمة العار
كنا مهتمين باللغة التي يستخدمها المشاركون لأن الناس يستوعبون الرسائل التي يسمعونها والصور التي يرونها. قد يدفعون هذه الرسائل أو يغيرونها أو يكررونها. في تحليلنا للمقابلات، بحثنا على وجه التحديد عن حالات وصمة الوزن في نصوص المقابلة ووجدنا أن العديد من المشاركين كرروا الرسائل المتعلقة بالوصمة والوزن عند مناقشة المشروبات المحلاة بالسكر. إذ أن كان ذلك أكثر وضوحا مع ردة فعل الأفراد ذوي الوزن المرتفع الذين كانوا يشترون أو يستهلكون المشروبات المحلاة بالسكر. حدثت وصمة الوزن أيضًا بطرق أكثر مبطنة ومخفية. على سبيل المثال ، تحدث بعض المشاركين عن "اشمئزازهم" والمشاعر السلبية الأخرى المرتبطة بوزنهم ووزن الآخرين. ذكر العديد من المشاركين أيضًا عن "مسؤوليتهم" في إنقاص الوزن أو حماية أطفالهم من زيادة الوزن من خلال عدم تناول المشروبات والعصائر المحلاة بالسكر.
عدم الرضا عن الوزن ضار بصحة الفرد ولردة فعل الاشمئزاز أيضًا تداعيات في العدالة والإنصاف على الصحة العامة، كما أن الشعور بالاشمئزاز من شخص يتضارب مع إنسانية البشر مثل أن يساهم إلقاء اللوم على الناس لظروف سببها عوامل متعددة مثل العوامل البيولوجية واجتماعية.
وصف المشاركون أيضًا الأفراد ذوي الوزن المرتفع بأنهم "عبء" على نظام الرعاية الصحية وأن الهدف من فرض ضريبة على المشروبات المحلاة بالسكر للمساعدة في تعويض التكاليف المترتبة على زيادة الوزن. تشير الأبحاث إلى خلاف ذلك. في مانيتوبا، وجد أن استخدام الخدمات الصحية للأفراد المصنفين على أنهم يعانون من زيادة الوزن مشابها لتلك المصنفة على أنها وزن طبيعي. كان استخدام الرعاية الصحية أعلى بشكل هامشي فقط للأفراد المصنفين على أنهم يعانون من السمنة.
السياسات والوصمة
سماع التعليقات المتكررة في المقابلات التي تم إجراؤها أوضح مدى انتشار وصمة العار في الوزن في ردود فعل المشاركين تجاه تناول المشروبات المحلاة بالسكر. الأهم من ذلك، أن هذه المعتقدات تدعم قبول الضرائب على المشروبات المحلاة بالسكر. تعكس هذه النتيجة الأبحاث الحالية التي تشير إلى عمليات متبادلة بين وصمة العار على المستوى الشخصي والاجتماعي والسياسات العامة. وهذا يشير إلى أن وصمة العار الشخصية قد تساهم في خلق سياسات الوصمة، وأن سياسات الوصمة قد تؤثر وتزيد الوضع أكثر سوءاً.
تم اختيار هذه العينة من المجتمع للبحث لأنه كان يمثل الغالبية الاجتماعية في كندا - شريحة من السكان البيض، من الطبقة المتوسطة إلى العليا ، ذات تعليم عالٍ. كما أن هذه العينة مماثلة للعديد من صانعي السياسة، مما يدعم وجهات نظر هذه المجموعة داخل السياسات الكندية. توضح النتائج التي تم التوصل إليها: إن التعليقات المعززة لوصمة الوزن تدعم قبول فرض ضرائب على المشروبات المحلاة بالسكر، مع أخذ بعين اعتبار أن الوصمة الناتجة عن الوزن لها عواقب صحية خطيرة. إذا كان أخصائيين الصحة العامة الكنديون ملتزمون بمعالجة وصمة العار المرتبطة بالوزن في السياسات الصحية، لذلك هنالك حاجة إلى إعادة النظر في دعم هذه السياسة.